أعلنت بريطانيا، الأحد 25 أغسطس/آب، أن الأدلة على هجوم بالأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق قد تكون دمرت بالفعل قبل زيارة مفتشي الأمم المتحدة للموقع.
وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، للصحافيين "يجب أن نكون واقعيين الآن بشأن ما يمكن لفريق الأمم المتحدة تحقيقه".
وأشار إلى تقارير لنشطاء المعارضة عن أن الجيش قصف المنطقة في الأيام القليلة الماضية، "الحقيقة أن كثيراً من الأدلة ربما يكون دمرها ذلك القصف المدفعي، وقد تكون أدلة أخرى تلاشت على مدى الأيام القليلة الماضية، وأدلة أخرى ربما يكون تم التلاعب بها".
كما تشاور الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، هاتفياً، الأحد، مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في تطورات الأزمة السورية، وأبلغه أن "كل المعلومات تتقاطع للتأكيد على أن نظام دمشق قام بشن" الهجمات الكيماوية في 21 أغسطس/آب، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن "رئيس الدولة دان استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وأوضح أن كل المعلومات تتقاطع للتأكيد على أن نظام دمشق قام بشن هذه الهجمات غير المقبولة".
وأضافت أن "الرئيسين توافقا على البقاء على اتصال وثيق للرد في شكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق".
وكان هولاند تشاور في وقت سابق الأحد مع رئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والأسترالي، كيفن راد، في الملف السوري، ودعا خصوصاً إلى تمكين مفتشي الأمم المتحدة من الوصول "بدون إبطاء ولا قيود إلى المواقع المعنية".

التحقيق الدولي يبدأ الاثنين

وسيباشر خبراء الأمم المتحدة الاثنين تحقيقهم الميداني في شأن المزاعم عن استخدام سلاح كيماوي في ريف دمشق، إثر موافقة الحكومة السورية الأحد على هذا الأمر.
وفي القدس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الأحد، أن الهجوم بالسلاح الكيماوي قرب دمشق هو أمر "مؤكد"، وكذلك "مسؤولية" النظام السوري عن هذا الهجوم.
واتفقت السلطات السورية والأمم المتحدة على السماح لفريق المنظمة الدولية الموجود في سوريا بالتحقيق في "الادعاءات" حول استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية السورية، الأحد 25 أغسطس/آب.
ومن المقرر، حسب الاتفاق، أن يبدأ دخول الفريق إلى غوطة دمشق الاثنين. فيما أكدت الولايات المتحدة أن خطوة دمشق تفتقر إلى المصداقية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تصريحاته عن تفاهم مشترك بين حكومة الجمهورية العربية السورية والأمم المتحدة "يدخل حيز التنفيذ على الفور حول السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفيسور آكي سيلستروم بالتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية" في ريف دمشق.

إيران تؤكد موافقة دمشق على التعاون

وفي تطور سابق، نقلت قناة "برس تي في" التلفزيونية الإيرانية، الأحد، عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن الحكومة السورية أبلغت طهران بأنها ستسمح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة المواقع التي تردد أنها تأثرت بأسلحة كيماوية.
واتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بشنّ هجوم كيماوي قرب دمشق أدى الى مقتل المئات.
وحثت قوى عالمية الرئيس السوري على السماح لمفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة الموجودين بالفعل في دمشق بفحص هذه المواقع.
ونقلت "برس تي في" عن الوزير قوله أمس السبت في حوار هاتفي مع وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو: "نحن على اتصال وثيق بالحكومة السورية، وأكدت لنا أنها لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة غير الإنسانية وستتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة في زيارة الأماكن التي تأثرت".
واتهمت الحكومة السورية مقاتلي المعارضة بشنّ الهجمات الكيماوية لإثارة رد فعل دولي وهو ما أيدته إيران وروسيا حليفتا دمشق.
ونقل تقرير "برس تي في" الناطقة بالإنجليزية عن ظريف قوله: "يجب على المجتمع الدولي أن يبدي رداً جاداً على استخدام الإرهابيين في سوريا أسلحة كيماوية ويدين هذه الخطوة".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد تحدث لأول مرة، السبت، عن استخدام "عناصر كيماوية" في سوريا.
وقال إن "الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرياء بسبب عناصر كيماوية أمر مؤلم جداً"، بحسب ما أورد موقع الحكومة، مضيفاً أن إيران التي كانت ضحية أيضاً لهجمات كيماوية خلال حربها مع العراق (1980-1988) "تدين بشدة استخدام أسلحة كيماوية".