بينما وصل وزير خارجية بلاده على رأس وفد في زيارة رسمية
أكد وزير الدفاع التونسي، رشيد صبّاع، أن العلاقات بين الجزائر وتونس فوق الاعتبارات الظرفية، وأكد بأن التعاون الأمني مستمر وقد نجح في تحييد واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية التي كانت تنشط في جبل الشعانبي القريب من الحدود الشرقية للجزائر.وقال رشيد صباغ، من على منصة المجلس الوطني التأسيسي ـ البرلمان ـ إن: "العلاقات بين البلدين وخاصة بين الجيشين قوية، والتعاون سيشهد تعزيزا أكبر من أجل القبض على الإرهابيين الناشطين في جبال الشعانبي". وأضاف عضو الحكومة التونسية: "سنواصل العمليات العسكرية لمطاردة الإرهابيين إلى أن نتمكن من إيقافهم أو قتلهم".
ويأتي تصريح وزير الدفاع التونسي، بعد إعلان الجيش الوطني الشعبي القضاء على 3 إرهابيين عند الحدود المشتركة بين البلدين، كان قد رصد تحركاتهم وهم يفرون من مطاردة الجيش التونسي.
وكان وزير الشؤون الخارجية التونسي، عثمان الجارندي، قد حل أمس، بالجزائر في زيارة عمل تدوم يومين، في مهمة لتفكيك ألغام الأزمة التي فجرتها أطراف سياسية وإعلامية تونسية، كانت قد اتهمت الجزائر بالضلوع في الأحداث التي تعيشها جارتها الشرقية، وهي الاتهامات التي قابلتها وزارتا خارجية البلدين باستهجان.
وقال عثمان الجرندي، بعد وصوله إلى مطار هواري بومدين، إن زيارته تندرج في إطار "التشاور المستمر الذي لم ينقطع أبدا" بين البلدين، وأوضح أن هذه الزيارة ستشكل أيضا مناسبة أخرى لتبادل الآراء حول العديد من المواضيع، سواء فيما يتعلق بالصعيد الثنائي أو لتدارس الأوضاع المستجدة في المنطقة أو على المستوى الدولي، وهو التشاور الذي يقوم به الطرفان "كلما دعت الحاجة إلى ذلك" ـ يضيف المتحدث ـ.
ويقود الوزير التونسي للخارجية، وفدا موسعا يضم خبراء أمنيين، ما يؤشر على أن سبل ضبط الأمن على الحدود المشتركة بين البلدين عند جبال الشعانبي، التي تشهد معارك طاحنة بين الجيش التونسي ومجموعات إرهابية، ستكون من بين الملفات التي سيتم طرحها على طاولة المباحثات بإلحاج.
ويسعى الطرف التونسي ــ حسب المصادر ــ إلى الاستفادة من الخبرة الجزائرية في محاربة الظاهرة الإرهابية، التي تعاني منها تونس في الأشهر الأخيرة، والتي باتت تهدد الأمن في الجارة الشرقية وتلقي بظلالها على المشهد السياسي، بعد أن تفاقمت الاغتيالات السياسية التي حصدت إلى غاية اليوم، إثنين من الوجوه السياسية المعارضة، في صورة شكري بلعيد، ومن بعده محمد البراهمي، العضوبن بالمجلس التأسيسي.
وتشير بعض المصادر إلى أن الخبراء الأمنيين الموجودين ضمن الوفد التونسي، سيسعون للاستفادة من الخبرة الجزائرية، وسيلتمسون خلال هذه الزيارة مطالبة بتنسيق يسمح بالحصول على المعلومات التي من شأنها مساعدة الجيش التونسي على مطاردة الجماعات الإرهابية وتفكيك خلاياها الناشطة والنائمة.
وستشكل هذه الزيارة أيضا فرصة للطرف التونسي، من أجل تصفية الأجواء، وذلك بتقديم التوضيحات المطلوبة بشأن الحملة التي تعرضت لها الجزائر من قبل أطراف تونسية غير رسمية، في أعقاب اغتيال محمد البراهمي، علما أن رئيس حركة النهضة التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، كان قد أدان الحملة المذكورة وبرّأ الجزائر مما نسب إليها، ودعا إلى احترام ما وصفها "الشقيقة الكبرى".
0 التعليقات :
إرسال تعليق